نجيب ميكو
ضرب بلدنا في ليل الجمعة الماضية زلزال عنيف وغير مسبوق من حيث القوة والضحايا فأمر جلالة الملك بأن تنكس الأعلام حزنا وألما على شهدائنا وإقامة “صلاة الغائب” في كل مساجد المملكة على هذه الأرواح الطاهرة التي لبت نداء ربها.
في هذه الأجواء الروحانية والعاطفية الاستثنائية التي تغمرنا جميعا استسلاما لقضاء الله ورضى بقدره أمام هذا المصاب الجلل الذي أدمى القلوب وهز الأحاسيس وأبكى العيون، وفي هذه الليلة التي تصادف الجمعة الأولى بعد ما ألم بنا، أقترح على كل مواطن مغربي أن يتوجه إلى العلي القدير بالحمد والشكر من صميم قلبه ومشاعره حمدا وشكرا لا حد ولا عد لهما على أن دفع عنا سبحانه وتعالى ما كان بالإمكان أن يكون أعظم بكثير مما حصل وأن أدخل في قلوبنا السكينة رغم كل ما حصل وأن صد ويصد عنا كيد الأعداء والحاسدين والمتربصين وكراكيزهم استغلالا لما حصل، وذلك بأن يقول كل مواطن منا مع نفسه ما تيسر له من أقصر ذكر أو دعاء إرضاء لله وحمدا وشكرا لله وترحما على موتانا وحفظا وتحصينا لبلدنا وملكنا وشعبنا من كل سوء.
وأفضل ما يحضرني الآن في هذه اللحظة من دعاء :
1- اللهم يا لطيف نسألك اللطف فيما جرت به المقادير،
2- اللهم بحق اسمك اللطيف وجاه نبيك الشريف ألطف بنا يا لطيف،
3- اللهم اكفنا عظيم البلاء من كل شيء حتى لا نخاف ولا نخشى مع اسمك العظيم الأعظم شيئا،
4- اللهم اكفنا كيدهم بما شئت وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير،
5- اللهم لك الحمد كما ينبغي لنور وجهك وعظيم سلطانك،
6- اللهم صل الصلاة الكاملة وسلم السلام التام على سيدنا محمد النبي الأمي الذي تنحل به العقد وتنفرج به الكرب وتقضى به الحوائج وتنال به الرغائب ويستسقى الغمام بوجهه الكريم،
7- اللهم صل على أحمد النور المؤيد المنصور.
إن من بين أرقى المشاهد المؤثرة التي تسللت إلى ألمنا وحزننا الجماعي العميق والتي كانت من أسمى التعبيرات عن الإيمان والرضا والقبول بقضاء الله وقدره في هذه الفاجعة، هو ذاك الشاب الذي كان وحيدا وسط الدمار الكاسح الذي ذهب بكل شيء، فصعد إلى أعلى مكان فوق الركام ونادى بأعلى صوته للصلاة بآذان من أوله إلى نهايته. مشهد رهيب يلخص كل شيء عن اعتصام هذا الشعب وهذا البلد بحبل ربه وإقراره أن لا إرادة فوق إرادته سبحانه.
اللهم أخرجنا من حلق الضيق إلى أوسع الطريق بحق لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.